مجلس التعاون الخليجي- نحو اتحاد استراتيجي في وجه التحديات الإقليمية
المؤلف: يحيى الامير08.13.2025

في خضم الأحداث المتلاطمة التي شهدتها المنطقة، بزغ فجر مجلس التعاون الخليجي في عام 1981، وهو العام الذي طغت فيه الثورة الإيرانية على المشهد، لتلتهم دولة الجوار وتنصب نظامًا طائفيًا ينذر بخطر داهم على المنطقة. وبعد سنوات قليلة، أُعلن عن تأسيس قوات درع الجزيرة، الذراع العسكرية للمجلس، لتؤكد للعالم أجمع أن أمن واستقرار دول المجلس هو مسؤولية جماعية، وأن أي تهديد يواجه أي دولة من دول المجلس يعتبر تهديدًا للجميع.
منذ ذلك التاريخ، ظل الحديث عن الاتحاد يبدو وكأنه ضرب من الخيال، بينما كانت دول الخليج تسعى جاهدة نحو مستقبل مشرق، وتبني ذاتها، وتخوض تجارب تنموية واقتصادية فريدة، وتصوغ تجاربها السياسية المتنوعة.
في تلك الحقبة، كان الحضور الأمريكي في المنطقة ثابتًا وراسخًا، وفي عام 1990، ارتكب صدام حسين خطأ تاريخيًا فادحًا بغزو دولة الكويت، وهو ما مثّل اختبارًا عسيرًا للمجلس، نجح فيه بجدارة. ومع استمرار العلاقة الوثيقة والتحالف القائم بين أمريكا ودول المنطقة، خفتت الدعوة إلى الاتحاد، خاصة وأن المجلس كان يعمل بجد على ملفات اقتصادية وأمنية وإستراتيجية ضخمة.
في عام 2011، عصفت الفوضى بالمنطقة من تونس إلى مصر إلى سورية، واتضح أن للحليف التقليدي للمنطقة رأيًا مغايرًا في كل ما يحدث. وشجعت هذه الفوضى والاضطرابات إيران على توسيع عملياتها الطائفية والميليشياوية في المنطقة. لكن دول الخليج العربي واجهت تلك المرحلة بإصرار وثبات، وإيمانًا بالمصير المشترك. كانت البحرين هي الاختبار الحقيقي، حيث تعرضت لتهديد أمني حقيقي. وفي ظل تخاذل الحليف التقليدي وتقاعسه عن فهم الفوضى التي تعم المنطقة، لم نتردد في إصدار الأوامر لقوات درع الجزيرة بالعبور إلى البحرين لتقديم الدعم للقوات البحرينية في مواجهة الجماعات الطائفية المتسترة تحت شعار الثورة والتغيير. وعلى إثر ذلك، علقت وزيرة الخارجية الأمريكية آنذاك، هيلاري كلينتون، على دخول قوات درع الجزيرة للبحرين، ووصفت الموقف بأنه تصرف أحادي. لكن الرد القوي والحازم من الأمير سعود الفيصل، رحمه الله، كشف أن حليفنا بصدد الانسحاب، وأن لديه مواقف ورؤى لا تتفق مع حلفائه وتزيدهم إحباطًا. شهدت تلك المرحلة أبرز المقترحات الجادة للانتقال بالمجلس من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد المنشود.
جاء الاتفاق النووي الإيراني ليزيد الأمور وضوحًا، ففي الوقت الذي كانت فيه السعودية والخليج يعيشون حالة من الحزن العميق لرحيل الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله، كانت العيون الحزينة تراقب عن كثب ما يجري حولها. ولم يمض وقت طويل حتى انطلقت المقاتلات السعودية والإماراتية لنصرة الشرعية في اليمن، ودك مواقع ميليشيا الحوثيين وقوات صالح بعد أن استولت على السلطة واحتلت العاصمة صنعاء بقوة السلاح.
كان تحالف عاصفة الحزم بمثابة لحظة فارقة توجت وحدة الخليج ومصيره المشترك، وأكدت أن الواقع لا يمكن مواجهته إلا بتعزيز التحالف قيمة وواقعًا وبقوة ووضوح أمام العالم. وعززت صور الزيارات المتبادلة واللقطات العفوية التي جمعت قادة دول المجلس ثقة المواطن الخليجي وإيمانه بالمصير الواحد.
إن الواقع الراهن الذي تمر به المنطقة يدفعنا بقوة نحو الاتحاد، فلم يعد لدينا عراقنا العربي المنيع، وسقطت سورية تحت وطأة العنف وجرائم النظام، واليمن جنوبًا يمثل أبرز مشاريعنا الأمنية والإستراتيجية التي نعمل فيها جميعًا، والحليف يتحول ويتغير، والتحديات الاقتصادية في تزايد مستمر، والتآلف الاجتماعي والسياسي بين دول المجلس في تصاعد ملحوظ. هذه إذًا المؤهلات الكبرى واقعًا ومستقبلاً لأن يكون إعلان الاتحاد هو الثمرة الأبرز لكل هذا التعاون، وهو الرد القوي على كل التحديات التي تواجه المنطقة. وسواء تم ذلك بكل دول المجلس أو بامتناع إحدى دوله، فإن ذلك لا يشكل أي عائق أمام قيام هذا الاتحاد. فهل ستحمل الأخبار العاجلة الواردة من البحرين يومي السادس والسابع من هذا الشهر هذا العنوان المنتظر؟ لم لا.
منذ ذلك التاريخ، ظل الحديث عن الاتحاد يبدو وكأنه ضرب من الخيال، بينما كانت دول الخليج تسعى جاهدة نحو مستقبل مشرق، وتبني ذاتها، وتخوض تجارب تنموية واقتصادية فريدة، وتصوغ تجاربها السياسية المتنوعة.
في تلك الحقبة، كان الحضور الأمريكي في المنطقة ثابتًا وراسخًا، وفي عام 1990، ارتكب صدام حسين خطأ تاريخيًا فادحًا بغزو دولة الكويت، وهو ما مثّل اختبارًا عسيرًا للمجلس، نجح فيه بجدارة. ومع استمرار العلاقة الوثيقة والتحالف القائم بين أمريكا ودول المنطقة، خفتت الدعوة إلى الاتحاد، خاصة وأن المجلس كان يعمل بجد على ملفات اقتصادية وأمنية وإستراتيجية ضخمة.
في عام 2011، عصفت الفوضى بالمنطقة من تونس إلى مصر إلى سورية، واتضح أن للحليف التقليدي للمنطقة رأيًا مغايرًا في كل ما يحدث. وشجعت هذه الفوضى والاضطرابات إيران على توسيع عملياتها الطائفية والميليشياوية في المنطقة. لكن دول الخليج العربي واجهت تلك المرحلة بإصرار وثبات، وإيمانًا بالمصير المشترك. كانت البحرين هي الاختبار الحقيقي، حيث تعرضت لتهديد أمني حقيقي. وفي ظل تخاذل الحليف التقليدي وتقاعسه عن فهم الفوضى التي تعم المنطقة، لم نتردد في إصدار الأوامر لقوات درع الجزيرة بالعبور إلى البحرين لتقديم الدعم للقوات البحرينية في مواجهة الجماعات الطائفية المتسترة تحت شعار الثورة والتغيير. وعلى إثر ذلك، علقت وزيرة الخارجية الأمريكية آنذاك، هيلاري كلينتون، على دخول قوات درع الجزيرة للبحرين، ووصفت الموقف بأنه تصرف أحادي. لكن الرد القوي والحازم من الأمير سعود الفيصل، رحمه الله، كشف أن حليفنا بصدد الانسحاب، وأن لديه مواقف ورؤى لا تتفق مع حلفائه وتزيدهم إحباطًا. شهدت تلك المرحلة أبرز المقترحات الجادة للانتقال بالمجلس من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد المنشود.
جاء الاتفاق النووي الإيراني ليزيد الأمور وضوحًا، ففي الوقت الذي كانت فيه السعودية والخليج يعيشون حالة من الحزن العميق لرحيل الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله، كانت العيون الحزينة تراقب عن كثب ما يجري حولها. ولم يمض وقت طويل حتى انطلقت المقاتلات السعودية والإماراتية لنصرة الشرعية في اليمن، ودك مواقع ميليشيا الحوثيين وقوات صالح بعد أن استولت على السلطة واحتلت العاصمة صنعاء بقوة السلاح.
كان تحالف عاصفة الحزم بمثابة لحظة فارقة توجت وحدة الخليج ومصيره المشترك، وأكدت أن الواقع لا يمكن مواجهته إلا بتعزيز التحالف قيمة وواقعًا وبقوة ووضوح أمام العالم. وعززت صور الزيارات المتبادلة واللقطات العفوية التي جمعت قادة دول المجلس ثقة المواطن الخليجي وإيمانه بالمصير الواحد.
إن الواقع الراهن الذي تمر به المنطقة يدفعنا بقوة نحو الاتحاد، فلم يعد لدينا عراقنا العربي المنيع، وسقطت سورية تحت وطأة العنف وجرائم النظام، واليمن جنوبًا يمثل أبرز مشاريعنا الأمنية والإستراتيجية التي نعمل فيها جميعًا، والحليف يتحول ويتغير، والتحديات الاقتصادية في تزايد مستمر، والتآلف الاجتماعي والسياسي بين دول المجلس في تصاعد ملحوظ. هذه إذًا المؤهلات الكبرى واقعًا ومستقبلاً لأن يكون إعلان الاتحاد هو الثمرة الأبرز لكل هذا التعاون، وهو الرد القوي على كل التحديات التي تواجه المنطقة. وسواء تم ذلك بكل دول المجلس أو بامتناع إحدى دوله، فإن ذلك لا يشكل أي عائق أمام قيام هذا الاتحاد. فهل ستحمل الأخبار العاجلة الواردة من البحرين يومي السادس والسابع من هذا الشهر هذا العنوان المنتظر؟ لم لا.